الجمعة، 13 يناير 2012

سَـفـَر



 







في رحلتي الضائِعة ، أجِدُ وطناً عندَ كلّ محطّةِ وقوف ..أدّعي الانتظارَ ، انتظارَ أولئكَ الذين احترقوا شوقاً للقائي .. ولا يعلمونَ -ولا أعلمُ أنا- بأنّ كلّ الناسِ همْ عائلتي .. وأصدقائي .. وأحبّتي الذينَ لا يجمعني بهمْ شيءٌ !

أسترقُ النظرَ لفرحةِ الأعينِ حينَ تلتقي .. وأحاولُ أن استشعرها ، كأنّي ذاك الأعمى الذي يَقِفُ أمامَ الشمس ! بلْ أصمٌّ يقفُ -حائراً- أمام إرث بيتهوفن.

تمضي العقاربُ في دقاتها وحركتها الموزونة ، ويبقى الناسُ غادين رائحينَ بحسابٍ وبغيْر حساب..وتدورُ الأرضُ كما أنا .. أدورُ أدورُ ، لكنني لا أعلمُ لمَ ، ولأيْن ، وإلى متى !

أغرقُ على السطح ، وأغوصُ حتى القاعِ بإتقان. أجهلُ أبسطَ الأشياءِ وأعلمُ الكثيرَ مما لا يعلمونه .. أستمرّ في غرابتي شامخاً هزيلاً ، ضعيفاً بقوتي .. ومعتزاً بهزائمي وانقلاباتي وثوراتي الجريحة!

لستُ إلا ذاكَ المُسافر .. ذاكَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق