الأربعاء، 15 فبراير 2012

رذاذ






كلّ صباحٍ كفيلٌ بإعادتكَ إليّ دونَ علمِك ، كلّ فنجانِ قهوةٍ يحملُ ملامحَ وجهِكَ ..






كلّ جرائدي لا تطبعُ إلا اسمكَ ، كلّ القصائدِ والأغاني تتحدثُ لي عنكَ ..






كلّ قطراتِ العسل تحملكَ أنت ، و مرارةُ التبغِ تروي وتصفُ بُعدَك أنت ..




حتى اشتعالُ الشموعِ يحكي حالي أنا ، بدونكَ أنت ..








قل لي باللهِ عليك ، كيف لي أن أخرجَ منكَ وأنتَ كلّ شيءٍ لي ؟






--------------------------------------------





أبتلي بشوقي إليكَ كُلما ظننتُ بأنني في راحةٍ من قتالي معَ نفسي حولَك..




أستريحُ باسترجاع شريطِ ذكرياتنا ، استعيدُ بعضاً من كلّي الذي رحل معك ، استعيده عندما أستمع إليكَ في أحاديثنا السابقة .. تلكَ الحاجاتُ وتلكَ الأشياءُ وتلكَ التفاصيلُ الصغيرة هيَ ما يجعلني أتمسّكُ بكَ حتى آخر رمق ..



أسائلُ نفسي عن موعدنا ، عن لقائنا و ضحكاتنا المتكررة ، وأحترقُ وأعتصرُ ألف مرّة ..






أعاودُ الكرّةَ وأدخلُ في صراعي الأبديّ المؤلم اللذيذ .. أفوزُ وأخسرُ ملايين المرات ، يدقّ الجرسُ معلناً تلكَ النهايةَ التي تؤدّي دائماً إلى جولةٍ فاصلة ، فكيفَ بي أربحُ نفسي أمام نفسي لكَ أنتْ !؟



أنصفْنِي بوَصْلِكَ وأترُك الأحكامَ و الدساتيرَ و كبرياءَك القاتل ، فأنتَ ها هنا فيني .. ألا يكفي ؟ بالله عليك ألا يكفي ؟!


















-------------------------------------







أتحدثُ عنكَ معَ كلّ الناس ، وأتحدثُ معكَ معهم أيضاً ..


أفتقدكَ دائماً ، وأجدكَ في كلّ الوجوهِ و في كلّ الأشياء ..


أظنّ بأنني نسيتُك ، وبأنّكَ أصبحتَ ماضياً جميلاً .. وسرعانَ ما ينجلي هذا الظنّ البريءُ الساذج حالما أفتح عينيّ لأراكَ حاضراً أمامي بكلّ ما فيك : عذوبتِك ، براءتك ، عفويتك وطفولتك ..




تحضرُ دائماً ، وتبعثرُ أوراقاً أرهقني جمعُها وترتيبُها ..




تأتي وتمحي جُهداً ، و ألماً و دموعاً خفيّة ، وسهراً دامَ أياماً بل شهوراً  بل سنيناً ..



أحاوِلُ أن أتماسكَ وأدّعي أنّ كلّ شيءٍ بخير : لا أشواقٌ وَ لا ضياعٌ بعدَ غيابِكَ الظالم .. لا تساؤلاتٌ ولا ظنونٌ أحرقتْ ما بقيَ مني .. لا اعتصارٌ ولا موتٌ بطيءٌ بلا أنت ..




نعمْ .. لا شيءَ تغيّر .. فأنتَ في غيابِكَ لمْ تَغِب .. وفي رحيلكَ لمْ ترحَل ..




بقيتَ هنا في كلّ شيء ، وأصبحتَ كلّ شيء جميل .. كيف لا يكونُ كلّ شيءٍ جميلاً وأنتَ تعكِسُه ؟



استفيقُ مما كنتُ غائباً فيه ، وأجدُ أنّكْ لمْ تعُد .. فقط ذكراكَ هي منْ حملتْ صورتكَ لي ، وخيّلتْ وجودَكَ أمامَ ناظريّ ..






أعودُ محاولاً عيشَ حياتي ، لكنني أراكَ مجدداً ، وأتخيّلكَ مجدداً ..


أحادثكَ وأنت لستَ هنا ، أسمعكَ و أعاتبُكَ وأتجرّأُ وأغضبُ منكَ وأعودُ لأسامِحَك مجدداً ..

أرسمُ لكَ حديثي باتّزانٍ مجدداً ، و أنتقي كلماتي بكل احترافٍ ، و أرتبها بكلّ حذاقةٍ مجدداً ..



لكنكَ لستَ هنا !




و تُعادُ الكرّةُ كلّ لحظة .. وأموتُ في كلّ لحظة ، وأحيا كلّ لحظة !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق